وَفِي الصَّحِيحِ أَيْضًا عَنْهُ: «إِنَّ مَنْ
كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ
تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([1]).
وَفِي مُسْنَدِ الإِْمَامِ
أَحْمَدَ رضي الله عنه وَصَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم :
«لَعَنَ اللَّهُ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا
الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ» ([2]).
وَقَالَ: «اشْتَدَّ غَضَبُ
اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([3]).
وَقَالَ: «إِنَّ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ، كَانَ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى
قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ
الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([4]).
فَهَذَا حَالُ مَنْ سَجَدَ
لِلَّهِ فِي مَسْجِدٍ عَلَى قَبْرٍ، فَكَيْفَ حَالُ مَنْ سَجَدَ لِلْقَبْرِ
نَفْسِهِ؟وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ
قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» ([5]).
****
الشرح
يُبَيِّنُ لنا صلى الله عليه وسلم أَنَّ من كان قبلَنا من الكَفَرَةِ والمشركين اتَّخذوا القبورَ مساجدَ، وكفى بهذا رادعٌ أَنْ نتشبَّهَ بِهم، ثمَّ أَتْبَعَ ذلك بالنَّهْيِ الصَّريحِ فقال: «أَلاَ فلاَ تَتَّخِذُوا القُبُورَ مَسَاجِدَ»، ثمَّ أَكَّدَ ذلك مرَّةً ثانيةً فقال: «فإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ»، وهذا تَأْكِيْدٌ بعدَ تَأْكِيْدٍ.
([1])أخرجه: مسلم رقم (532).