×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

والآْنَ في كثيرٍ من البلاد الإِسْلاميَّةِ المسجدُ الذي ليس فيه قبرٌ ليس له قيمةٌ، ولا يتوجَّه إِلَيْهِ النَّاسُ، وليس هو عندهم بشيءٍ، فلا يتهافتون ولا يَأْتُونَ إِلَيْهَا إِلاَّ لأَجْلِ القبورِ التي فيها.

وقولُه: «أُولئِك شِرارُ الخلقِ عندَ اللهِ يومَ القيامةِ»، وهُمْ يظنُّون أَنَّهم أَصْلحُ الخلقِ، وأَنَّ عَمَلَهُمْ هذا بِرٌّ وإِحْسانٌ.

وقولُه: «فهذا حالُ مَن سَجَدَ للهِ في مسجدٍ على قبرٍ، فكيف حالُ مَن سَجَدَ للقبرِ نفسِه؟»؛ لأَنَّ الأَوَّلَ كان سجودُه للهِ عند القبرِ وسيلةً إِلَى الشِّرْك، أَمَّا الذي يسجد للقبرِ ففِعْلُه أَشدُّ، وهو شِرْكٌ أَكْبرُ.

وقولُه صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ»، دَعَا ربَّه أَنْ يجنبَ قبرَه ما وقع في قبورِ الأَنْبياءِ السَّابقين التي اتُّخِذَتْ أَوْثَاناً، والوَثَنُ: ما يُعْبَدُ من دُوْنِ الله، مِن وَثَنَ بالمكان إِذَا أَقَامَ فيه، فالجلوسُ عند القبرِ، والتَّردُّدُ عليه، والعكوفُ عنده، هذا يُسبِّبُ عبادتَه من دُوْنِ اللهِ عز وجل .

فلا يجوز الإِكْثارُ من زيارةِ القبور، أَوِ السَّفرُ لزيارةِ القبور، أَوِ الاعْتِكافُ عندها، والجلوسُ عندها، حتى قبرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لا يَجْلِسُ عنده، ولا يَعْكِفُ عنده، فكيف بقبرِ غيره؟! فدلَّ على أَنَّ القبرَ إِذَا عُظِّمَ فقد اتُّخِذَ وَثَناً.


الشرح