الدرس المائة والحادي والعشرون
قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ ١ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ ٢ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ﴾ [الكوثر: 1- 3].
الشرح
هذه السورة العظيمة تتضمن ثلاث آيات، وهي من أقصر سور القرآن.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الصُّبْحِ فَقَرَأَ سُورَتَيْنِ مِنْ أَقْصَرِ سُوَرِ الْمُفَصَّلِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «إِنِّي سَمِعْتُ بُكَاءَ صَبِيٍّ فِي مُؤَخَّرِ الصُّفُوفِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ تَفْرُغَ إِلَيْهِ أُمُّهُ»، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: «قَرَأَ ﴿إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ﴾ يَوْمَئِذٍ» ([1]).
وفي هذه السورة العظيمة يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ﴾، و﴿ٱلۡكَوۡثَرَ﴾ هو: الخير الكثير، فضلاً منه سبحانه وتعالى وإحسانًا.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ: «الكَوْثَرُ: الخَيْرُ الكَثِيرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ». قَالَ أَبُو بِشْرٍ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: إِنَّ أُنَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الجَنَّةِ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: «النَّهَرُ الَّذِي فِي الجَنَّةِ مِنَ الخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ» ([2]).
وعن عكرمة رضي الله عنه قال: «الْكَوْثَرُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ: النُّبُوَّةُ وَالْكِتَابُ».
وقد مَنَّ سبحانه وتعالى عليه صلى الله عليه وسلم بذلك؛ ليشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة.
الصفحة 1 / 524