الدرس التسعون
قال
تعالى: ﴿عَبَسَ
وَتَوَلَّىٰٓ ١ أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ ٢ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ ٣ أَوۡ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ
ٱلذِّكۡرَىٰٓ ٤ أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ ٥ فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ ٦ وَمَا عَلَيۡكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ٧ وَأَمَّا
مَن جَآءَكَ يَسۡعَىٰ ٨ وَهُوَ
يَخۡشَىٰ ٩ فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ ١٠ كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ ١١ فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ ١٢ فِي صُحُفٖ مُّكَرَّمَةٖ ١٣ مَّرۡفُوعَةٖ مُّطَهَّرَةِۢ ١٤ بِأَيۡدِي سَفَرَةٖ ١٥ كِرَامِۢ
بَرَرَةٖ ١٦ قُتِلَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَآ أَكۡفَرَهُۥ ١٧ مِنۡ
أَيِّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥ ١٨ مِن
نُّطۡفَةٍ خَلَقَهُۥ فَقَدَّرَهُۥ ١٩ ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُۥ ٢٠ ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقۡبَرَهُۥ ٢١ ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُۥ ٢٢ كَلَّا لَمَّا يَقۡضِ مَآ أَمَرَهُۥ﴾ [عبس: 1- 23].
الشرح
هذه
السورة العظيمة فيها عِبَر وعظات وزواجر وتنبيهات، لمن كان عنده إرادة للخير ورغبة
فيه.
ابتدأ
الله بعتاب نبيه صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لما كان النبي صلى الله عليه وسلم في
مجلسه قوم من أشراف قريش، يتحدث معهم، وكان صلى الله عليه وسلم راغبًا في دعوتهم
ودخولهم في الإسلام!!
وبينما
هو صلى الله عليه وسلم كذلك، إذ أقبل عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه، وهو رجل
أعمى من السابقين الأولين في الإسلام ومن المهاجرين، فأقبل إلى الرسول صلى الله
عليه وسلم يريد أن يسأله عن أمور دينه، وأن يتزود منه بالعلم النافع.
فالرسول صلى الله عليه وسلم كَرِه مجيئه في هذه اللحظة التي يخاطب فيها هؤلاء المشركين ([1])، لعلهم يُسْلِمون، وابن أم مكتوم له وقت آخر، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يُرِد أن يُفَوِّت عليه الفرصة معهم.
الصفحة 1 / 524