الدرس المائة والسابع والعشرون
قال تعالى: ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ١ مَلِكِ ٱلنَّاسِ ٢ إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ ٣ مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ ٤ ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ ٥ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ﴾ [الناس: 1- 6].
الشرح
﴿قُلۡ﴾ أي: قل يا محمد: ﴿أَعُوذُ﴾، أي: ألوذ وأعتصم وألتجئ، «الرب» هو: المالك الخالق المُدبِّر، والسيد الكامل في سؤدده سبحانه وتعالى ([1]).
و «الرب» هو: الذي يربي عباده بنعمه ويغذيهم بها. ويربيهم - أيضًا - بالوحي المنزل وبالعلم النافع.
فهو ربهم، بمعنى: أنه مالكهم وسيدهم ومدبرهم.
﴿ٱلنَّاسِ﴾، جميع الناس من بني آدم.
قال عز وجل: ﴿مَلِكِ ٱلنَّاسِ﴾، هذه صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، فـ «الرب»، و«المَلِك» من أسماء الله جل جلاله.
فلا مالك لهم سواه سبحانه وتعالى، ولا يشاركه أحد في ملكيته للناس جميعًا، فكلهم مِلكه سبحانه وتعالى وعبيده، وتحت تصرفه وقهره، ومنهم الأشرار، فاستعِذ بالله سبحانه وتعالى أن يكف عنك هؤلاء الأشرار من الناس؛ لأنه هو ربهم وهو القادر عليهم.
﴿مَلِكِ ٱلنَّاسِ﴾، فهو المالك سبحانه وتعالى الذي لا يشاركه أحد، وله المُلْك المطلق يوم القيامة.
الصفحة 1 / 524