الدرس الخامس والثمانون
قَال
تعالى: ﴿ٱنطَلِقُوٓاْ
إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ ٢٩ ٱنطَلِقُوٓاْ
إِلَىٰ ظِلّٖ ذِي ثَلَٰثِ شُعَبٖ ٣٠ لَّا ظَلِيلٖ وَلَا يُغۡنِي مِنَ ٱللَّهَبِ ٣١ إِنَّهَا تَرۡمِي بِشَرَرٖ كَٱلۡقَصۡرِ ٣٢ كَأَنَّهُۥ جِمَٰلَتٞ صُفۡرٞ ٣٣ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ٣٤ هَٰذَا يَوۡمُ لَا يَنطِقُونَ ٣٥ وَلَا يُؤۡذَنُ لَهُمۡ فَيَعۡتَذِرُونَ ٣٦ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ٣٧ هَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِۖ جَمَعۡنَٰكُمۡ وَٱلۡأَوَّلِينَ ٣٨ فَإِن كَانَ لَكُمۡ كَيۡدٞ
فَكِيدُونِ ٣٩ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ
لِّلۡمُكَذِّبِينَ ٤٠ إِنَّ
ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ ٤١ وَفَوَٰكِهَ مِمَّا يَشۡتَهُونَ ٤٢ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيَٓٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ٤٣ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ
٤٤ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ
لِّلۡمُكَذِّبِينَ ٤٥ كُلُواْ
وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ ٤٦ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ٤٧ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ ٤٨ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ
لِّلۡمُكَذِّبِينَ ٤٩ فَبِأَيِّ
حَدِيثِۢ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ﴾
[المرسلات: 29- 50].
الشرح
﴿ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ﴾:
يقال يوم القيامة للمكذبين بيوم البعث، والمكذبين بالعذاب والنَّكال، يقال لهم: ﴿ٱنطَلِقُوٓاْ﴾
أي: اذهبوا ﴿إِلَىٰ
مَا كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ﴾ في الدنيا، فقد واجهتموه مواجهة،
ولا محيد لكم عنه.
﴿ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ ظِلّٖ﴾، وهو ظل
دخان النار ﴿ذِي
ثَلَٰثِ شُعَبٖ﴾: لأنه يتقطع في الجو ويكون شُعَبًا.
﴿لَّا ظَلِيلٖ وَلَا يُغۡنِي مِنَ ٱللَّهَبِ﴾:
فهو لا يُظِل من الشمس والحر، فهو غير ظليل.
*
لأن الظل على قسمين:
القسم الأول: ظل ظليل، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
الصفحة 1 / 524