الدرس المائة والرابع والعشرون
قال تعالى: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ ١ مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ ٢ سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ ٣ وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ ٤ فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۢ﴾ [المسد: 1- 5].
الشرح
بَعَث الله سبحانه وتعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم برسالته إلى الناس، فدعا إلى الله سبحانه وتعالى وجاهد في سبيله، منذ أن بعثه الله إلى قُبيل فتح مكة، وذلك في السنة الثامنة من الهجرة، وهو صلى الله عليه وسلم يدعو ويجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى.
وقد نصره الله سبحانه وتعالى في مغازيه وسراياه، وقد حصل عليه صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه بعض الهزائم أو حصل لهم بعض النكبات في هذه الفترة.
وكان صلى الله عليه وسلم قبل ذلك يدعو إلى الله سبحانه وتعالى في مكة دعوة مجردة، ليس معها جهاد؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يؤمر بالجهاد؛ لأن حالة المسلمين في مكة لا تتحمل الجهاد وتبعاته، فكان صلى الله عليه وسلم مقتصرًا على الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، بالرغم مما يلقاه من المعارضات والتهديدات والمضايقات، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم ييأس.
وكان صلى الله عليه وسلم يَعرض نفسه على القبائل في منازلهم، في مِنَى وقت الحج، يدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، ويقرأ عليهم القرآن ويُبَلِّغهم رسالة ربه سبحانه وتعالى.
وأما أهل مكة فكانوا معادين له أشد العداوة، ومنابذين له أشد المنابذة، إلاَّ مَن أسلم منهم، لكنه صلى الله عليه وسلم صبر واستمر في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى !
الصفحة 1 / 524