الدرس الخامس
والستون
قال
تعالى: ﴿ٱلۡحَآقَّةُ
١ مَا ٱلۡحَآقَّةُ ٢ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا
ٱلۡحَآقَّةُ ٣ كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ
بِٱلۡقَارِعَةِ ٤ فَأَمَّا
ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ ٥ وَأَمَّا عَادٞ فَأُهۡلِكُواْ بِرِيحٖ صَرۡصَرٍ عَاتِيَةٖ ٦ سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ
سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا
صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ ٧ فَهَلۡ
تَرَىٰ لَهُم مِّنۢ بَاقِيَةٖ ٨ وَجَآءَ فِرۡعَوۡنُ وَمَن قَبۡلَهُۥ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتُ
بِٱلۡخَاطِئَةِ ٩ فَعَصَوۡاْ رَسُولَ رَبِّهِمۡ
فَأَخَذَهُمۡ أَخۡذَةٗ رَّابِيَةً ١٠ إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلۡمَآءُ حَمَلۡنَٰكُمۡ فِي ٱلۡجَارِيَةِ ١١ لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ
تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ ١٢ فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ ١٣ وَحُمِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ
وَٱلۡجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةٗ وَٰحِدَةٗ ١٤ فَيَوۡمَئِذٖ
وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ ١٥ وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَهِيَ يَوۡمَئِذٖ وَاهِيَةٞ ١٦ وَٱلۡمَلَكُ عَلَىٰٓ
أَرۡجَآئِهَاۚ وَيَحۡمِلُ عَرۡشَ رَبِّكَ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ ثَمَٰنِيَةٞ ١٧ يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِيَةٞ﴾ [الحاقة: 1- 18].
الشرح
قال
سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡحَآقَّةُ
١ مَا ٱلۡحَآقَّةُ﴾،﴿ٱلۡحَآقَّةُ﴾:
الحاقة هي القيامة، سُميت بهذا لأنها يتحقق بها الوعد والوعيد الذي أنزله الله
سبحانه وتعالى في الكتب وجاءت به الرسل، فإنه يتحقق في هذا اليوم ويقع كما أخبر
الله سبحانه وتعالى به.
وقوله
سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ
أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡحَآقَّةُ﴾، تفخيم لشأنها وما يحصل فيها مما
لا يقع في الخيال أو التقدير البشري، فيقع فيها أشياء لا تتصورها العقول ولا
تدركها الأفهام، فهي أَمْر هائل جدًّا.
وهذا التَّكرار لأجل تفخيم شأن القيامة، والتحذير منها، والأمر بالاستعداد لها؛ لأنها ليست بالأمر الهين، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الروم: 6].
الصفحة 1 / 524