الدرس المائة والعشرون
قال تعالى: ﴿أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ ١ فَذَٰلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلۡيَتِيمَ ٢ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ ٣ فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥ ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ ٦ وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ﴾ [الماعون: 1- 7].
الشرح
قوله عز وجل: ﴿أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ﴾، خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو خطاب لكل مسلم.
﴿أَرَءَيۡتَ﴾، أي: عَلِمتَ.
والمراد هو: التعجب من حال هذا الذي يتصف بهذه الصفات، وهي:
الصفة الأولى: ﴿ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ﴾، أي: بالبعث، والحساب والجزاء، وهو لابد من وقوعه، ولكن هذا الصنف من الناس يُكَذِّبون به، ولا يعتقدون البعث والنشور، أو أنه يؤمن به ولكنه لا يستعد له، فيتجنب المحرمات ويقوم بالأعمال الصالحة.
والإشارة إلى الذي يكذب بالدين باسم الإشارة؛ لتمييزه أكمل تمييز حتى يتبصر السامع فيه وفي صفته. أو: لتنزيله منزلة الظاهر الواضح بحيث يشار إليه.
الصفة الثانية: ﴿فَذَٰلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلۡيَتِيمَ﴾، يسيء إلى الأيتام، ويدفعهم بعنف وقسوة، وهم ضعاف، فقدوا آباءهم الذين يحنون وينفقون عليهم.
الصفحة 1 / 524