الدرس السادس والثمانون
قال
تعالى: ﴿عَمَّ
يَتَسَآءَلُونَ ١ عَنِ
ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِيمِ ٢ ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ مُخۡتَلِفُونَ ٣ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ ٤ ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ ٥ أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدٗا ٦ وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا ٧ وَخَلَقۡنَٰكُمۡ أَزۡوَٰجٗا ٨ وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا ٩ وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا ١٠ وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشٗا ١١ وَبَنَيۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعٗا شِدَادٗا ١٢ وَجَعَلۡنَا سِرَاجٗا وَهَّاجٗا ١٣ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَٰتِ مَآءٗ ثَجَّاجٗا ١٤ لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبّٗا
وَنَبَاتٗا ١٥ وَجَنَّٰتٍ أَلۡفَافًا﴾ [النبأ: 1- 16].
الشرح
﴿عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ﴾: و﴿عَمَّ﴾ أصلها «عن
ما»، فأدغمت النون في الميم، وصارتا حرفًا مشددًا «عَمَّا»، وحُذفت الألف من «ما»،
وصارت ﴿عَمَّ﴾.
ومعناها:
عن أي شيء يتساءل الكفار فيما بينهم؟
والجواب:
قوله عز وجل: ﴿عَنِ
ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِيمِ﴾، و﴿ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِيمِ﴾ هو: البعث بعد الموت، وقيام الناس
من قبورهم لرب العالمين للحساب والجزاء.
لأنه
لما سَمِع الكفار بهذا استنكروه غاية الاستنكار، وجعلوا يتساءلون فيما بينهم سؤال
استغراب وتَنَدُّر؛ لأنه قد جاءهم شيء لم يَدخل في أذهانهم وعقولهم؛ حيث يخبرهم
هذا النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم سيُبعثون بعد الموت وينتقلون إلى دار أخرى غير
دار الدنيا، فاستغربوا هذا وأنهم إذا صاروا ترابًا وعظامًا، وكانوا في الأرض
وتَلاشَوْا فيها لا يعاد خلقهم مرة ثانية، ويقومون من قبورهم، كما خلقهم الله
سبحانه وتعالى أول مرة، فيقولون: هذا شيء غير ممكن وغير معقول!!
الصفحة 1 / 524