الدرس التاسع والثمانون
قَال
تعالى: ﴿ءَأَنتُمۡ
أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا٢٧ رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا ٢٨ وَأَغۡطَشَ لَيۡلَهَا وَأَخۡرَجَ ضُحَىٰهَا ٢٩ وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَآ ٣٠ أَخۡرَجَ مِنۡهَا مَآءَهَا وَمَرۡعَىٰهَا ٣١ وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَىٰهَا ٣٢ مَتَٰعٗا لَّكُمۡ وَ لِأَنۡعَٰمِكُمۡ ٣٣ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ ٣٤ يَوۡمَ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا سَعَىٰ ٣٥ وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ ٣٦ فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ٣٧ وَءَاثَرَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ٣٨ فَإِنَّ ٱلۡجَحِيمَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٣٩ وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ
ٱلۡهَوَىٰ ٤٠ فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٤١ يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَىٰهَا ٤٢ فِيمَ أَنتَ مِن
ذِكۡرَىٰهَآ ٤٣ إِلَىٰ
رَبِّكَ مُنتَهَىٰهَآ ٤٤ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَىٰهَا ٤٥ كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً
أَوۡ ضُحَىٰهَا﴾ [النازعات: 27- 46].
الشرح
يقول
الله سبحانه وتعالى لمنكري البعث الذين يستبعدون أن يُحيي الله سبحانه وتعالى
الأموات ويبعثهم بعد ما صاروا عظامًا نخرة متفتتة؛ بسبب أنهم لا يَقدرون الله جل
جلاله حق قَدْره، فذَكَر الله سبحانه وتعالى برهانًا على البعث وإحياء الأموات،
وهو خَلْقه سبحانه وتعالى السماوات والأرض، هذه الأجرام العظيمة الواسعة الممتدة
القوية التي لا يتصورها الإنسان ولا يحيط بها!!
فالذي
خَلَقها على هذه الحال، وعلى هذه العظمة والقوة والامتداد!! خَلَق الأرض، ثم خَلَق
السماء فوقها ورَفَعها بغير عمد، وأجرى فيها الأفلاك والكواكب التي ترونها! فالذي
قَدَر على هذا قادر على إحياء الموتى من باب أَوْلى؛ لأن الذي يقدر على الكبير
قادر على ما دونه من باب أَوْلى.
ولهذا قال سبحانه: ﴿ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا﴾، فالسماء أشد خلقًا، فإذا كان الله سبحانه وتعالى قدر على ما هو أشد فهو قادر على ما هو دونه.
الصفحة 1 / 524