الدرس السابع بعد المائة
قال تعالى: ﴿أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ ١ وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ ٢ ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ ٣ ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ ٣ فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ٥ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ٦ فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ ٧ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب﴾ [الشرح: 1- 8].
الشرح
قوله عز وجل: ﴿أَلَمۡ نَشۡرَحۡ﴾، أي: قد شرحنا. لأنه إذا دخل النفي على إثبات قرر الإثبات. فقوله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ﴾، أي: قد شرحنا لك صدرك، أي: وَسَّعناه لقَبول العلم والإيمان، قال عز وجل: ﴿فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ﴾، أي: يوسعه للإسلام ويفرح به، ﴿وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ﴾ [الأنعام: 125]، أي: يضيق.
فالشقي يَضيق بالعلم، ويَضيق بذكر الله سبحانه وتعالى، ولا يَقبل. بخلاف المؤمن، فإنه ينشرح صدره، قال عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].
فانشراح الصدر علامة على الإيمان، وضِيق الصدر علامة على الضلال:
فالذي يضيق صدره عند الذكر وعند الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ويَضيق صدره عند الوعظ والتذكير - فهذا شقي، وهذه علامة على ضلاله.
وإما إذا اتسع الصدر لذكر الله سبحانه وتعالى، فهذا دليل على السعادة والهداية.
و «الشرح» هنا: شرح معنوي، قال عز وجل: ﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَيۡلٞ لِّلۡقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [الزمر: 22].
الصفحة 1 / 524