الدرس الثالث والتسعون
قال
تعالى: ﴿إِذَا
ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتۡ ١ وَإِذَا
ٱلۡكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتۡ ٢ وَإِذَا
ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ ٣ وَإِذَا
ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ ٤ عَلِمَتۡ
نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ وَأَخَّرَتۡ ٥ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِيمِ ٦ ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ ٧ فِيٓ
أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ ٨ كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ ٩ وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١٠ كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١ يَعۡلَمُونَ
مَا تَفۡعَلُونَ ١٢ إِنَّ
ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٖ ١٣ وَإِنَّ
ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ ١٤ يَصۡلَوۡنَهَا
يَوۡمَ ٱلدِّينِ ١٥ وَمَا
هُمۡ عَنۡهَا بِغَآئِبِينَ ١٦ وَمَآ
أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ ١٧ ثُمَّ
مَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ ١٨ يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ
شَيۡٔٗاۖ وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ﴾
[الانفطار: 1- 19].
الشرح
هذه
السورة كسابقتها «سورة التكوير» فيها ذكر الأهوال التي ستحصل عند قيام الساعة
وبعدها، وهي أهوال عظيمة، كَرَّر الله سبحانه وتعالى ذكرها في هذه السورة وغيرها؛
للعظة والعبرة والتخويف لمن في قلبه إيمان، والإعذار والإنذار لغير المؤمن، حتى لا
يقول أحد: «ما عَلِمتُ عن مستقبلي وما يحصل فيه، وباغتني الأمر؛ لذا لم أستعد
له!!» فيُصَوِّر الله عز وجل لك المستقبل كأنك تشاهده؛ من أجل أن تستعد له.
قال عز وجل: ﴿إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتۡ﴾، ﴿إِذَا﴾، ظرف لما يُستقبل من الزمان، ﴿إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتۡ﴾، فالسماء كانت مبنية قوية محكمة، وليس فيها فطور؛ كما قال عز وجل: ﴿هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٖ﴾ [الملك: 3]، لكن يأتي عليها يوم تتشقق وتنفطر، ويحصل لها ما يحصل، إذا جاء الأجل الذي حدده الله سبحانه وتعالى لها.
الصفحة 1 / 524