×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 فـ ﴿ٱنفَطَرَتۡ: تشققت؛ كما في قوله عز وجل: ﴿إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ [الانشقاق: 1].

فالسماء إذا انفطرت وتشققت بالغمام، فهذا يدل على حدوث أمر عظيم واختلال نظام؛ لأنه قد انتهى الأجل الذي قَدَّره الله سبحانه وتعالى لها، وكل شيء إذا جاء أجله فإنه ينتهي.

قال عز وجل: ﴿وَإِذَا ٱلۡكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتۡ، أي: تساقطت بعد أن كانت ثابتة في مجاريها وأفلاكها؛ لأنه انتهى أجلها.

﴿وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ، البحار والمحيطات، والخُلْجان والأنهار كانت معزولاً بعضها عن بعض، فجعل الله سبحانه وتعالى بينها حواجز، قال عز وجل: ﴿مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ يَلۡتَقِيَانِ ١٩ بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ[الرحمن: 19- 20]، أي: حاجز يحجز بعضهما عن بعض.

وقال عز وجل: ﴿وَجَعَلَ بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٗا وَحِجۡرٗا مَّحۡجُورٗا [الفرقان: 53].

فإذا جاء الأجل، أزال الله سبحانه وتعالى هذه الحواجز واختلطت البحار، فصارت بحرًا واحدًا: المر والعذب.

وقيل: ﴿وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ، أي: مُلئت بالماء وفاضت.

﴿وَإِذَا ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ، أي: قبور الأموات التي تملأ الفجاج والرِّحاب - تُبَعْثَر، بمعنى: تُقْلَب ويصير باطنها ظاهرها، وظاهرها باطنها، ويُخْرِج الله سبحانه وتعالى ما فيها من الأموات الذين كانوا يسكنونها.

يقول الشاعر:

           صَاحِ هَذِي قُبُورُنَا تَمْلَأُ الرَّحْـ                  ـبَ فَأَيْنَ القُبُورُ مِنْ عَهْدِ عَادِ

          خَفِّفِ الوَطْءَ مَا أَظُنُّ أَدِيمَ الْـ                   أَرْضِ إلاَّ مِنْ هَذِهِ الأَجْسَادِ

فالأرض بطنها مملوء بالأموات، ولكن سيأتي يوم يَخْرُجون من


الشرح