الدرس التاسع والسبعون
قَال
تعالى: ﴿كُلُّ
نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ ٣٨ إِلَّآ
أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ ٣٩ فِي جَنَّٰتٖ يَتَسَآءَلُونَ ٤٠ عَنِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ٤١ مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ ٤٣ وَلَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِينَ ٤٤ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَآئِضِينَ ٤٥ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤٦ حَتَّىٰٓ أَتَىٰنَا ٱلۡيَقِينُ ٤٧ فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ ٤٨ فَمَا لَهُمۡ عَنِ ٱلتَّذۡكِرَةِ مُعۡرِضِينَ ٤٩ كَأَنَّهُمۡ حُمُرٞ
مُّسۡتَنفِرَةٞ ٥٠ فَرَّتۡ
مِن قَسۡوَرَةِۢ ٥١ بَلۡ
يُرِيدُ كُلُّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ أَن يُؤۡتَىٰ صُحُفٗا مُّنَشَّرَةٗ ٥٢ كَلَّاۖ بَل لَّا يَخَافُونَ ٱلۡأٓخِرَةَ ٥٣ كَلَّآ إِنَّهُۥ تَذۡكِرَةٞ ٥٤ فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ ٥٥ وَمَا يَذۡكُرُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ هُوَ أَهۡلُ
ٱلتَّقۡوَىٰ وَأَهۡلُ ٱلۡمَغۡفِرَةِ﴾
[المدثر: 38- 56].
الشرح
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿كُلُّ
نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر: 38]: مَن تَقَدَّم أو
تَأَخَّر، كُلٌّ سيَلقى عمله يوم القيامة.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿كُلُّ
نَفۡسِۢ﴾: كل إنسان، غنيًّا كان أم فقيرًا، أو مَلِكًا أو
صعلوكًا، أو أبيض أو أسود، أو ذكرًا أو أنثى، ﴿بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ﴾ أي:
محبوسة، محبوسة بما كسبت من أعمال الشر وأعمال الكفر، تُناقَش يوم القيامة
وتُحاسَب، ولا تُطْلَق إلاَّ إلى النار.
فكل
نفس بما كسبت في الدنيا من الكفر والشرك والذنوب والمعاصي، فإنها تُواجِه ذلك يوم
القيامة، وتُحْبَس عليه.
﴿إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ﴾: أصحاب اليمين هم الذين يُعْطَوْن كتابهم بأيمانهم. وقيل: هم المؤمنون عمومًا، فإنهم لا يُرتهنون ولا يُحْبَسون، بل يكونون طليقين، يدخلون الجنة؛ لأنهم تخلصوا في هذه الدنيا مم
الصفحة 1 / 524