الدرس الحادي بعد المائة
قال تعالى: ﴿وَٱلۡفَجۡرِ ١ وَلَيَالٍ عَشۡرٖ ٢ وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ ٣ وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ ٤ هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ ٥ أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٧ ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ ٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ ١٠ ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ ١١ فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ ١٢ فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ﴾ [الفجر: 1- 14].
الشرح
افتتح الله سبحانه وتعالى هذه السورة العظيمة بالأقسام المتكررة منه سبحانه وتعالى، فأقسم بهذه الأشياء من آياته الكونية؛ لأنها تدل على عظمته وقدرته وحكمته، واستحقاقه للعبادة دون غيره.
والله سبحانه وتعالى يُقْسِم بما شاء من خلقه. وأما المخلوق، فإنه لا يُقْسِم إلاَّ بالله سبحانه وتعالى، ولا يُقْسِم بالمخلوقات لأن القَسَم بغير الله سبحانه وتعالى شرك وكفر.
عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: لاَ وَالكَعْبَةِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لاَ يُحْلَفُ بِغَيْرِ اللهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ - أَوْ أَشْرَكَ- » ([1]).
فلا يأتي جاهل أو متعالم ويقول: إنه يجوز الحلف بغير الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله أقسم بمخلوقاته!!
فنقول: إن هذا لا يجوز لك؛ لأن المخلوق لا يُقْسِم إلاَّ بالخالق سبحانه وتعالى. وأما الخالق فإنه سبحانه وتعالى يُقْسِم بالمخلوق لحكمة عظيمة في
الصفحة 1 / 524