الدرس السادس بعد المائة
قال تعالى: ﴿وَٱلضُّحَىٰ ١ وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ٣ وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ ٤ وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ ٥ أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فََٔاوَىٰ ٦ وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ ٧ وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ ٨ فَأَمَّا ٱلۡيَتِيمَ فَلَا تَقۡهَرۡ ٩ وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ ١٠ وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ﴾ [الضحى: 1- 11].
الشرح
في هذه السورة العظيمة - الضحى - يَمْتَنّ الله سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بما أعطاه من الكرامات في الدنيا، وما سيعطيه له في الآخرة؛ لأنه أكرم وأشرف مخلوق صلى الله عليه وسلم، وهو سيد ولد آدم؛ كما في الحديث الصحيح: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ» ([1]).
فأَقسم سبحانه وتعالى، وهو الصادق المصدوق ولو لم يُقْسِم؛ ولكن هذا لزيادة التشريف لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم والتوكيد.
فقال عز وجل: ﴿وَٱلضُّحَىٰ﴾، المراد به: ضوء النهار كله؛ لأن النهار مضيء كله.
﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ﴾، أي: سَكَن فيه كل شيء. فجَعَل الله الليل سكنًا، قال عز وجل: ﴿فَالِقُ ٱلۡإِصۡبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيۡلَ سَكَنٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ حُسۡبَانٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ﴾ [الأنعام: 96].
وقيل: ﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ﴾، أي: إذا أظلم وغطى بظلامه الكون. وضياء النهار وظلام الليل لمصالح العباد؛ ليسكنوا في الليل، ويتحركوا
الصفحة 1 / 524