×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

الدرس العاشر بعد المائة

قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ ٣ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ ٤ سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ [القدر: 1- 5].

الشرح

قال الله سبحانه وتعالى مخبرًا عن وقت إنزال القرآن الكريم: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ، و﴿إِنَّآ، ضمير يرجع إلى الله سبحانه وتعالى، وهو ضمير العظمة، ﴿أَنزَلۡنَٰهُ، وضمير الغائب هنا يرجع إلى القرآن، أنزله الله جل جلاله بواسطة جبريل عليه السلام أمين الوحي، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي هذا دليل على أن القرآن مُنَزَّل من عند الله سبحانه وتعالى، وليس مخلوقًا كما تقوله الجهمية ومَن سار في ركابهم من المعتزلة، وغيرهم.

فالجهمية والمعتزلون يقولون: «إن القرآن مخلوق: لفظه ومعناه»؛ لأنهم ينفون الكلام عن الله سبحانه وتعالى، فهو ليس بكلام الله سبحانه وتعالى، وإنما هو كلام محمد صلى الله عليه وسلم.

والله سبحانه وتعالى قال: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ، وهذا يشمل اللفظ والمعنى، فالله جل جلاله تكلم به، وحَمَله جبريل عليه السلام، وأرسله به إلى محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليُبَلِّغه إلى الأمة. هذا هو المذهب الحق، وهو مذهب أهل السُّنة والجماعة.

﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ، وقال في آية أخرى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ٣ فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ ٤ أَمۡرٗا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ ٥ رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ [الدخان: 3- 6].


الشرح