الدرس السادس عشر بعد المائة
قال تعالى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾ [العصر: 1- 3].
الشرح
هذه السورة العظيمة على اختصارها ووجازة ألفاظها وبلاغتها - فيها كفاية لمن تأملها وعَمِل بها، يحفظها الصغير والكبير، والعامي والمتعلم.
فقوله تعالى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ﴾، «الواو»: واو القَسَم. و«العصر» هو: الوقت، الليل والنهار، فالعصر والدهر والزمان كله بمعنى واحد. وقد أَقسم به الله سبحانه وتعالى، وهو يُقْسِم بما شاء من خلقه سبحانه وتعالى، ولا يُقْسِم إلاَّ بشيء له أهمية؛ ليَلفت الأنظار إليه!
فالعصر له أهمية عظيمة؛ لأنه وقت وزمان العمل الصالح والعمل السيئ أيضًا، فكل الأعمال تقع في هذا العصر.
قال عز وجل: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ خِلۡفَةٗ لِّمَنۡ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوۡ أَرَادَ شُكُورٗا﴾ [الفرقان: 62]
فهو فرصة لمن وفقه الله سبحانه، واستغله. وأما مَن ضَيَّع دهره وعمره وحياته - في اللهو واللعب والغفلة، أو في الاشتغال بالدنيا والانصراف عن الآخرة - فهو خاسر خَسارة لا تُجْبَر، مهما كان من الأفراد أو الدول، وكل أحد.
وجواب القَسَم هو قوله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾.
الصفحة 1 / 524