وهذا
يشمل كل إنسان، إلاَّ مَن اتصف بهذه الأربع صفات المذكورة:
الصفة
الأولى: الإيمان بالله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ﴾، آمنوا بالله سبحانه وتعالى.
وأما الذين كفروا وأشركوا، فإن هؤلاء باقون في الخسران ولا ينجون منه.
الصفة
الثانية: العمل الصالح؛ ولهذا قال عز وجل: ﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾ لأنه لا يصح الإيمان بدون عمل، كما أنه لا يصح العمل
بدون إيمان، فإنه لابد من أن يجتمع الاثنان: الإيمان والعمل الصالح؛ لهذا قال العلماء:
«الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعَمَل بالجوارح، يَزيد بالطاعة ويَنقص
بالمعصية».
وإذا
كان العمل داخلاً في حقيقة الإيمان وتعريفه، فما وجه عطفه على الإيمان؟
الجواب
عن هذا: أنه داخل في الإيمان، ولكن عَطَفه سبحانه وتعالى على
الإيمان نظرًا لأهميته، فيكون بذلك ذكره مرتين: مرة داخلاً في الإيمان، والمرة
الأخرى مفردًا لأهميته وتوكيده.
كما
قال عز وجل: ﴿حَٰفِظُواْ
عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، فعَطَف الله سبحانه وتعالى الصلاة
الوسطى - وهي صلاة العصر ([1])
- على الصلوات الخمس مع أنها داخلة فيها؛ لأهميتها والتنبيه عليها وبيان فضلها.
فهو من عطف العام على الخاص، وله نظائر.
([1])انظر: تفسير الطبري (5/ 169)، وزاد المَسِير (1/ 215)، وتفسير ابن كثير (1/ 491).