×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وهذا يشمل كل إنسان، إلاَّ مَن اتصف بهذه الأربع صفات المذكورة:

الصفة الأولى: الإيمان بالله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ، آمنوا بالله سبحانه وتعالى. وأما الذين كفروا وأشركوا، فإن هؤلاء باقون في الخسران ولا ينجون منه.

الصفة الثانية: العمل الصالح؛ ولهذا قال عز وجل: ﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لأنه لا يصح الإيمان بدون عمل، كما أنه لا يصح العمل بدون إيمان، فإنه لابد من أن يجتمع الاثنان: الإيمان والعمل الصالح؛ لهذا قال العلماء: «الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعَمَل بالجوارح، يَزيد بالطاعة ويَنقص بالمعصية».

وإذا كان العمل داخلاً في حقيقة الإيمان وتعريفه، فما وجه عطفه على الإيمان؟

الجواب عن هذا: أنه داخل في الإيمان، ولكن عَطَفه سبحانه وتعالى على الإيمان نظرًا لأهميته، فيكون بذلك ذكره مرتين: مرة داخلاً في الإيمان، والمرة الأخرى مفردًا لأهميته وتوكيده.

كما قال عز وجل: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ [البقرة: 238]، فعَطَف الله سبحانه وتعالى الصلاة الوسطى - وهي صلاة العصر ([1]) - على الصلوات الخمس مع أنها داخلة فيها؛ لأهميتها والتنبيه عليها وبيان فضلها.

فهو من عطف العام على الخاص، وله نظائر.


الشرح

 ([1])انظر: تفسير الطبري (5/ 169)، وزاد المَسِير (1/ 215)، وتفسير ابن كثير (1/ 491).