الدرس الثاني والسبعون
قال
تعالي: ﴿قُلۡ
أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا
سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا ١ يَهۡدِيٓ
إِلَى ٱلرُّشۡدِ فََٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا ٢ وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا
وَلَدٗا ٣ وَأَنَّهُۥ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطٗا ٤ وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن
لَّن تَقُولَ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا ٥ وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالٞ مِّنَ ٱلۡإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٖ مِّنَ
ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقٗا ٦ وَأَنَّهُمۡ
ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ أَحَدٗا ٧ وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا
شَدِيدٗا وَشُهُبٗا ٨ وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا
مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن يَسۡتَمِعِ ٱلۡأٓنَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابٗا رَّصَدٗا ٩ وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ
أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا﴾ [الجن: 1- 10].
الشرح
في
هذه السورة العظيمة ذَكَر الله سبحانه وتعالى ما كان من الجن عند بَعثة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وما حصل لهم من الاستغراب لِما شاهدوه في السماء، وأنهم صاروا
يبحثون عن الأسباب التي سببت ما رأوه في السماء من الشهب وكثرة ما يُرْمَى به من
الشهب.
وكان
ما بين المسيح عليه السلام وبعثة محمد صلى الله عليه وسلم ما يَزيد على خمسمِائة
سنة، تسمى بالفترة، وقد انقطعت آثار الرسالات وانطمست، وضَعُف أثرها في الأرض؛
بسبب طول المدة ما بين الرسولين عيسى ومحمد.
وكانت الشياطين في هذه الفترة متسلطة على الناس، وكانت تسترق السمع الذي تسمعه من الملائكة في السماء، وتلقيه إلى الكهان من بني آدم.
الصفحة 1 / 524