الدرس المائة والخامس والعشرون
قال تعالى: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾ [الإخلاص: 1- 4].
الشرح
سورة الإخلاص والمعوذتان هي آخر سور المصحف الشريف، وهي سور عظيمة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام، نفث في كفيه، وقرأ هذه السور الثلاث، ثم مسح بهما وجهه وما استطاع من جسده، صلى الله عليه وسلم.
عن عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، وَ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ﴾ [الفلق: 1]، وَ ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ﴾ [الناس: 1]، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ» ([1]).
فهي سور عظيمة واقية - بإذن الله عز وجل - ورُقْيَة، وفيها فضائل عظيمة!!
وأما سورة الإخلاص، فسُميت بذلك لأنها خلصت بالتوحيد.
وقد صح في الأحاديث أنها تَعْدِل ثلث القرآن، أي: في الفضيلة.
عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
الصفحة 1 / 524