×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ» ([1]).

وعن عائشة رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَِصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِمْ فَيَخْتِمُ بـ ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1]، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «سَلُوهُ لأَِيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟»، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لأَِنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ» ([2]).

وفي رواية: قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ» ([3]). فهي سورة عظيمة.

قال عز وجل: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ أي: قل يا محمد للناس: هو الله أحد.

و «الأحد» معناه: الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته، لا شريك له سبحانه وتعالى.

قال عز وجل: ﴿ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ، مبتدأ وخبر.

و﴿ٱللَّهُ: اسم الجلالة ومعناه: ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، فهو المعبود سبحانه وتعالى بحق، ومَا عُبِد سواه فهو باطل.

و﴿ٱلصَّمَدُ معناه: الذي تَصْمُد إليه الخلائق، أي: تقصد إليه الخلائق في حوائجها ومسائلها. فكل الخلائق من الإنس والجن والدواب... وكل شيء، فإنه يقصد الله سبحانه وتعالى في قضاء حوائجه.


الشرح

 ([1])أخرجه: البخاري رقم (5013).

 ([2])أخرجه: البخاري رقم (7375).

 ([3])أخرجه: الدارمي رقم (3478)، وأحمد رقم (12432)، وابن حِبان (792).