فَذَكَرَ
ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ
القُرْآنِ» ([1]).
وعن
عائشة رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلاً عَلَى
سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَِصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِمْ فَيَخْتِمُ بـ ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، فَلَمَّا
رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «سَلُوهُ
لأَِيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟»، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لأَِنَّهَا صِفَةُ
الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ» ([2]).
وفي
رواية: قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ
الجَنَّةَ» ([3]).
فهي سورة عظيمة.
قال
عز وجل: ﴿قُلۡ
هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾
أي: قل يا محمد للناس: هو الله أحد.
و
«الأحد» معناه: الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته، لا شريك له سبحانه وتعالى.
قال
عز وجل: ﴿ٱللَّهُ
ٱلصَّمَدُ﴾، مبتدأ وخبر.
و﴿ٱللَّهُ﴾: اسم الجلالة ومعناه: ذو الألوهية والعبودية على خلقه
أجمعين، فهو المعبود سبحانه وتعالى بحق، ومَا عُبِد سواه فهو باطل.
و﴿ٱلصَّمَدُ﴾ معناه: الذي تَصْمُد إليه الخلائق، أي: تقصد إليه الخلائق في حوائجها ومسائلها. فكل الخلائق من الإنس والجن والدواب... وكل شيء، فإنه يقصد الله سبحانه وتعالى في قضاء حوائجه.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5013).