الدرس الثامن والستون
قال
تعالى: ﴿۞إِنَّ
ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا ٢١ إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ ٢٢ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ ٢٣ وَٱلَّذِينَ فِيٓ
أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ ٢٥ وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ ٢٦ وَٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ
عَذَابِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ ٢٧ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمۡ غَيۡرُ مَأۡمُونٖ ٢٨ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٢٩ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ
غَيۡرُ مَلُومِينَ ٣٠ فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ
فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ ٣١ وَٱلَّذِينَ
هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ ٣٢ وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ ٣٣ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ
صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٣٤ أُوْلَٰٓئِكَ فِي جَنَّٰتٖ مُّكۡرَمُونَ﴾
[المعارج: 19- 35].
الشرح
لما
ذَكَر الله سبحانه وتعالى الذين تدعوهم لظى يوم القيامة، وهي النار، بَيَّن في هذه
الآيات صفات الإنسان الذميمة المكروهة؛ ليتجنبها المسلم وحتى يَسْلَم من هذه النار.
فقال
سبحانه وتعالى: ﴿۞إِنَّ
ٱلۡإِنسَٰنَ﴾: المراد: جنس الإنسان، وليس كل إنسان، ﴿خُلِقَ هَلُوعًا﴾:
و«الهَلَع» هو الضعف، والجزع واليأس، عندما تصيبه مصيبة.
ثم
فَسَّر الله سبحانه وتعالى الهلع، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا﴾.
أي:
المرض أو الجوع أو الفاقة، أو أي مصيبة، فإنه لا يصبر، بل يجزع ويتسخط وييأس من
رحمة الله عز وجل.
والواجب
عند المصائب: الصبر، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ
١٥٥ ٱلَّذِينَ
الصفحة 1 / 524