إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ
قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾
[البقرة: 155- 156].
فالواجب
عليه: أن يصبر على المصائب وينتظر الفرج، ويعلم أن هذا بقضاء الله سبحانه وتعالى
وقدره. ويعلم - أيضًا - أن ما أصابه إنما بسبب ذنوبه، فعليه أن يتوب ويرجع إلى
الله سبحانه وتعالى، وبالتالي تكون المصيبة خيرًا له ومربية له. لكن على العكس مِن
ذلك مَن يجزع ويسخط، ولا يصبر على المصائب.
﴿وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا﴾
أي: إذا مسه الرزق والنعمة والعافية والصحة، فإنه لا يشكر الله سبحانه وتعالى، بل
يمنع ما آتاه الله عز وجل من فضله ويبخل به، ولا يُخْرِج الحقوق الواجبة فيه من
زكاة ونفقة، ولا يتصدق صدقة التطوع، بل إنه يمنع الحقوق الواجبة في ماله والحقوق
المستحبة.
ويظن
أن هذا يوفر ماله ويحميه، مع أنه عَرَّض ماله للتلف، فلو أنه تَزَكَّى وتَصَدَّق،
لكان ذلك سببًا لحفظ ماله، وكان ذلك سببًا لنماء ماله وزيادته، فالمال لا يَنقص من
الصدقة؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يَزيد، فالصدقة تُطهر المال
وتزكيه وتنميه، ويُخْلِف الله سبحانه وتعالى على صاحبه خيرًا مما أنفق، قال سبحانه
وتعالى: ﴿وَمَآ
أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾ [سبأ: 39].
فالإنسان
على العكس، إذا مسه الخير فإنه يبخل به، ويمنع الحقوق الواجبة والمستحبة فيه.
فمن صفات الإنسان: الجزع عند المصيبة، وعدم الشكر عند النعم. أما المؤمن، فإنه على العكس، إن أصابته ضراء صبر، وإن أصابته سراء شكر.