×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 ثم ذَكَر الله سبحانه وتعالى ما يُطَهِّر الإنسان من هذه الصفات الذميمة، وهو الصلاة وما يتبعها من خصال الخير، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ: فإن المصلين يتبرءون، من هذه الصفات؛ لأن الصلاة تَنْهَى عن الفحشاء والمنكر؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ [العنكبوت: 45].

وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ [البقرة: 45].

وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ [البقرة: 153].

فيستعين الإنسان على المصائب والنكبات بشيئين: الصبر وعدم الجزع، وبالصلاة، فإن الصلاة فيها فرج؛ لأن المصلي يخاطب ربه ويدعوه، ويقف بين يديه سبحانه وتعالى. فالصلاة تمده بالقوة، وتمده بالطُّمأنينة وزيادة الإيمان، سواء أكانت صلاة فريضة - وهذه بالدرجة الأولى -، أو كانت صلاة نافلة، فإن فيها هذا السر العظيم؛ ولذلك شَرَعها الله سبحانه وتعالى لعباده.

ثم ذَكَر الله سبحانه وتعالى صفاتهم، فقال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ: يحافظون عليها، ولا يضيعونها أو يضيعون بعضها؛ وإنما يداومون عليها في أوقاتها، ويداومون عليها مع الجماعة في المساجد، ويداومون عليها في جميع الأحوال، سواء في حال الصحة وفي حال المرض، وفي حال الإقامة وفي حال السفر، وفي حال الأمن وفي حال الخوف، يحافظون على الصلاة، ويداومون عليها؛ لأنها هي غذاء


الشرح