الدرس التاسع بعد المائة
قال تعالى: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ٢ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ٣ ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ ٥ كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ ٦ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ ٧ إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰٓ ٨ أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ ٩ عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ ١٠ أَرَءَيۡتَ إِن كَانَ عَلَى ٱلۡهُدَىٰٓ ١١ أَوۡ أَمَرَ بِٱلتَّقۡوَىٰٓ ١٢ أَرَءَيۡتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰٓ ١٣ أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ ١٤ كَلَّا لَئِن لَّمۡ يَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِيَةِ ١٥ نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ ١٦ فَلۡيَدۡعُ نَادِيَهُۥ ١٧ سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ ١٨ كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩﴾ [العلق: 1- 19].
الشرح
ذَكَر الله سبحانه وتعالى في هذه السورة كيف نُبِّئ الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف أُرسِل، وبماذا أُرسِل، وأن جبريل عليه السلام لما أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يتعبد في غار حراء، أتاه وقال له: «اقْرَأْ»، فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ»، أي: لا أُحْسِن القراءة من قبل. فهو أُمِّي، قال عز وجل: ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ﴾ [الشورى: 52].
فغَطَّاه جبريل عليه السلام مرة ثانية، أي: جذبه بشدة، وقال له: «اقْرَأْ»، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ»، ثم غَطَّه المرة الثالثة ثم أرسله، وقال له: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ٢ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ٣ ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ﴾ [العلق: 1- 5].
فحَفِظها النبي صلى الله عليه وسلم، وذهب بها إلى بيته فزعًا خائفًا من هذا المشهد الذي لم يعتده، وقال لزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي»، أي غَطُّوني.
الصفحة 1 / 524