الدرس المائة
قال تعالى: ﴿هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ ١ وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ ٢ عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ ٣ تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ ٤ تُسۡقَىٰ مِنۡ عَيۡنٍ ءَانِيَةٖ ٥ لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ ٦ لَّا يُسۡمِنُ وَلَا يُغۡنِي مِن جُوعٖ ٧ وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاعِمَةٞ ٨ لِّسَعۡيِهَا رَاضِيَةٞ ٩ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ ١٠ لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ ١١ فِيهَا عَيۡنٞ جَارِيَةٞ ١٢ فِيهَا سُرُرٞ مَّرۡفُوعَةٞ ١٣ وَأَكۡوَابٞ مَّوۡضُوعَةٞ ١٤ وَنَمَارِقُ مَصۡفُوفَةٞ ١٥ وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ ١٦ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ ١٧ وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ رُفِعَتۡ ١٨ وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ ١٩ وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ ٢٠ فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ ٢١ لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ ٢٢ إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ ٢٣ فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَكۡبَرَ ٢٤ إِنَّ إِلَيۡنَآ إِيَابَهُمۡ ٢٥ ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا حِسَابَهُم﴾ [الغاشية: 1- 26].
الشرح
هذه سورة عظيمة! ثَبَت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بها مع سورة الأعلى في صلاة الجمعة والعيدين
وقوله عز وجل: ﴿هَلۡ أَتَىٰكَ﴾، أي: قد أتاك؛ لأن ﴿هَلۡ﴾ بمعنى «قد»، فهو استفهام للتقرير والتحقيق، وليس استفهامًا للاستخبار.
﴿حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ﴾، أي: خبر يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال. فـ ﴿ٱلۡغَٰشِيَةِ﴾ هي: القيامة، وسُميت غاشية لأنها تَغشى الناس بهولها، والتغشية هي: التغطية، أي: تُغَطِّي على الناس بهولها وأحداثها.
ثم ذَكَر عز وجل أحوال الناس عند الغاشية، وأنهم ينقسمون إلى قسمين: أشقياء وسعداء، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ﴾، أي: ذليلة منكسرة.
الصفحة 1 / 524