الدرس السابع عشر بعد المائة
قال تعالى: ﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ ١ ٱلَّذِي جَمَعَ مَالٗا وَعَدَّدَهُۥ ٢ يَحۡسَبُ أَنَّ مَالَهُۥٓ أَخۡلَدَهُۥ ٣ كَلَّاۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِي ٱلۡحُطَمَةِ ٤ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡحُطَمَةُ ٥ نَارُ ٱللَّهِ ٱلۡمُوقَدَةُ ٦ ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلۡأَفِۡٔدَةِ ٧ إِنَّهَا عَلَيۡهِم مُّؤۡصَدَةٞ ٨ فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۢ﴾ [الهمزة: 1- 9].
الشرح
﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ﴾، هاتان صفتان قبيحتان، وهما الهمز واللمز. فالهمز يكون بالفعل. واللمز يكون بالقول. قال تعالى: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ﴾ [التوبة: 58]، أي: يتكلمون في حق الرسول صلى الله عليه وسلم في توزيع الصدقات.
﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ﴾، فمَن اتصف بهاتين الصفتين أو بإحداهما، فإنه مُتوعَّد بهذا الويل، فالذي يهمز الناس بيده أو لسانه أو شفته أو عينه؛ احتقارًا لهم، والذي يتكلم فيهم ويَعيبهم بلسانه - مُتوعَّد بالويل، وهو العذاب الشديد، وقيل: إنه وادٍ في جهنم! فالمسلم لا يكون هَمَّازًا ولا لَمَّازًا.
﴿ٱلَّذِي جَمَعَ مَالٗا وَعَدَّدَهُۥ﴾، أي: أنه ليس له هَمّ إلاَّ جَمْع الدنيا وحسابها، وما زاد من ماله وما نقص! ليس له هَمّ إلاَّ الدنيا وحساب الدنيا، وأما الآخرة فإنه غافل عنها.
والمفروض أن المسلم لا يَجمع المال لمجرد الجمع، إنما يَجمع المال لينفقه في سبيل الله سبحانه وتعالى، وليتصدق به على الفقراء والمحتاجين ويُزَكِّي، ولينفق على نفسه وعلى مَن تَلزمه نفقته.
الصفحة 1 / 524