الدرس الحادي والتسعون

قَال تعالى: ﴿فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦٓ ٢٤ أَنَّا صَبَبۡنَا ٱلۡمَآءَ صَبّٗا ٢٥ ثُمَّ شَقَقۡنَا ٱلۡأَرۡضَ شَقّٗا ٢٦ فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا حَبّٗا ٢٧ وَعِنَبٗا وَقَضۡبٗا ٢٨ وَزَيۡتُونٗا وَنَخۡلٗا ٢٩ وَحَدَآئِقَ غُلۡبٗا ٣٠ وَفَٰكِهَةٗ وَأَبّٗا ٣١ مَّتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ ٣٢ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ ٣٣ يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ ٣٤ وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ٣٥ وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ٣٦ لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ ٣٧ وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ مُّسۡفِرَةٞ ٣٨ ضَاحِكَةٞ مُّسۡتَبۡشِرَةٞ ٣٩ وَوُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ عَلَيۡهَا غَبَرَةٞ ٤٠ تَرۡهَقُهَا قَتَرَةٌ ٤١ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَفَرَةُ ٱلۡفَجَرَةُ﴾ [عبس: 24- 42].

الشرح

في هذه الآيات يأمر الله هذا الإنسان أن يفكر في غذائه من أين تَحَصَّل؛ ليَعتبر بذلك ويَستدل به على قدرة الله ونعمته عليه، فقال سبحانه: ﴿فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦٓ﴾، كيف تَحَصَّل وتَكَوَّن، ﴿أَنَّا صَبَبۡنَا ٱلۡمَآءَ صَبّٗا﴾.

﴿أَنَّا صَبَبۡنَا ٱلۡمَآءَ﴾، أي: المطر من السماء، ﴿صَبّٗا﴾، أي: قويًّا؛ من أجل أن يَنفذ في الأرض، فتَخرج به البذور التي في الأرض وتترطب به. ولو كان صبًّا هينًا ما نفذ في الأرض وما أثار البذور التي في باطن الأرض.

﴿ثُمَّ شَقَقۡنَا ٱلۡأَرۡضَ شَقّٗا﴾، شققنا الأرض بالنبات شقًّا؛ لأن الأرض كانت مطبقة على هذه البذور، وكانت البذور مندثرة فيها، ثم يشقها الله عن النبات.

﴿فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا﴾، أي: في الأرض، ﴿حَبّٗا﴾، سائر الحبوب التي يتغذى بها الإنسان، فهذا للغذاء.

﴿وَعِنَبٗا﴾، وهذا للفاكهة ﴿وَقَضۡبٗا﴾، القَضْب للدواب، والقَضْب هو: الذي يسميه الناس: القَتّ، أو الرطبة، الذي تأكله الدواب.

---

الشرح