×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

الدرس الثالث بعد المائة

قوله تعالى: ﴿لَآ أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ١ وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٢ وَوَالِدٖ وَمَا وَلَدَ ٣ لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ ٤ أَيَحۡسَبُ أَن لَّن يَقۡدِرَ عَلَيۡهِ أَحَدٞ ٥ يَقُولُ أَهۡلَكۡتُ مَالٗا لُّبَدًا ٦ أَيَحۡسَبُ أَن لَّمۡ يَرَهُۥٓ أَحَدٌ ٧ أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ عَيۡنَيۡنِ ٨ وَلِسَانٗا وَشَفَتَيۡنِ ٩ وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ ١٠ فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ ١١ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ ١٢ فَكُّ رَقَبَةٍ ١٣ أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ ١٤ يَتِيمٗا ذَا مَقۡرَبَةٍ ١٥ أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ ١٦ ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ ١٧ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ ١٨ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشۡ‍َٔمَةِ ١٩ عَلَيۡهِمۡ نَارٞ مُّؤۡصَدَةُۢ [البلد: 1- 20].

الشرح

هذه سورة عظيمة، سورة البلد، وهي مكية.

يُقْسِم الله سبحانه وتعالى بهذا البلد، وهو مكة المكرمة. وهو سبحانه وتعالى يُقْسِم بما شاء من خلقه، ولا يُقْسِم بشيء إلاَّ وله شأن واعتبار؛ ليَلفت النظر إليه. وأما المخلوق فلا يُقْسِم إلاَّ بالله سبحانه وتعالى؛ كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله وأخبر أنه من الشرك الأكبر ([1]) وهذا البلد الحرام له شأن عظيم عند الله وعند خلقه.

قوله سبحانه وتعالى: ﴿لَآ أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ، ﴿لَآ نافية، وهي مَزيدة لأجل التوكيد، والأصل: ﴿أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ، أي: أحلف بهذا البلد، وهو مكة، وتسمى: «البلد»، و«مكة»، و«أُم القرى».


الشرح

 ([1])أخرجه: أبو داود رقم (3251)، والترمذي رقم (1535)، وأحمد رقم (6072).