الدرس الخامس والسبعون
قال
تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلۡمُزَّمِّلُ ١ قُمِ
ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا ٢ نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا ٣ أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا ٤ إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ
قَوۡلٗا ثَقِيلًا ٥ إِنَّ
نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا ٦ إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبۡحٗا طَوِيلٗا ٧ وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلۡ إِلَيۡهِ تَبۡتِيلٗا ٨ رَّبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ
وَٱلۡمَغۡرِبِ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱتَّخِذۡهُ وَكِيلٗا ٩ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا ١٠ وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ
قَلِيلًا ١١ إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا ١٢ وَطَعَامٗا ذَا غُصَّةٖ وَعَذَابًا أَلِيمٗا ١٣ يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلۡأَرۡضُ
وَٱلۡجِبَالُ وَكَانَتِ ٱلۡجِبَالُ كَثِيبٗا مَّهِيلًا﴾
[المزمل: 1- 14].
الشرح
في
هذه السورة العظيمة عِبَر وعظات، فقوله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ﴾: ﴿ٱلۡمُزَّمِّلُ﴾
أصله: المتزمِّل، وأُدغمت الزاي في التاء، فصارت ﴿ٱلۡمُزَّمِّلُ﴾.
والتزمل
معناه: التغطي بالشيء؛ كعادة الناس، أنهم إذا ناموا فإنهم يَتغطَّون بالأغطية. فـ ﴿ٱلۡمُزَّمِّلُ﴾
هو المتغطي بالغطاء وقت النوم.
وفي
قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلۡمُزَّمِّلُ﴾ خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم. مثل قوله تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ﴾
[المدثر: 1].
فخوطب
بالمزمل والمدثر في هذين الموضعين. أما في بقية المواضع، فإن الله سبحانه وتعالى
يخاطبه بقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّبِيُّ﴾ [الأحزاب: 1]، وبقوله: ﴿۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ﴾ [المائدة:
41].
﴿قُمِ ٱلَّيۡلَ﴾: قُم للصلاة والتهجد.
الصفحة 1 / 524