الدرس الثاني بعد المائة
قَال تعالى: ﴿فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَكۡرَمَنِ ١٥ وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيۡهِ رِزۡقَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَهَٰنَنِ ١٦ كَلَّاۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ ١٧ وَلَا تَحَٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ ١٨ وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا ١٩ وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبّٗا جَمّٗا ٢٠ كَلَّآۖ إِذَا دُكَّتِ ٱلۡأَرۡضُ دَكّٗا دَكّٗا ٢١ وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا ٢٢ وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۢ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ ٢٣ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي ٢٤ فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ ٢٥ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُۥٓ أَحَدٞ ٢٦ يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ ٢٧ ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ ٢٨ فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي ٢٩ وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: 15- 30].
الشرح
لما ذَكَر الله سبحانه وتعالى أحوال الطغاة الذين اغتروا بقوتهم ومُلْكهم، فتكبروا على أنبياء الله سبحانه وتعالى ورسله، وعَتَوْا عن أمر ربهم؛ اغترارًا بما هم عليه من الجاه والسلطان والمال، وبَيَّن الله سبحانه وتعالى ما أنزله بهم من العقوبات والنَّكال والدمار.
بَيَّن الله سبحانه وتعالى حالة الإنسان، أي: جنس الإنسان، فقال عز وجل: ﴿فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَكۡرَمَنِ﴾.
فإذا أصابه خير وغنى وثروة، فإنه يعتبر أن هذا إكرام له من الله سبحانه وتعالى، وأن الله راضٍ عنه، ولربما ينكر البعث ويتمادى ويقول: «لو أن هناك بعثًا، فسأجد عند الله أكثر من هذا».
فهذا الإنسان يغتر بما يعطيه الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا ويستدرجه به، ويظن أن هذا من كرامته على الله سبحانه وتعالى، ولا ينتبه إلى أن هذا اختبار واستدراج له!!
الصفحة 1 / 524