الدرس التاسع والتسعون
قال تعالى: ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى ١ ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ ٢ وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ ٣ وَٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلۡمَرۡعَىٰ ٤ فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ ٥ سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ ٦ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ ٧ وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ ٨ فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ ٩ سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ ١٠ وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى ١١ ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ ١٢ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ ١٣ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ١٤ وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ ١٥ بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ١٦ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ ١٧ إِنَّ هَٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ ١٨ صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ﴾ [الأعلى: 1- 19].
الشرح
هذه سورة عظيمة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في صلاة الجمعة، هي و«سورة الغاشية»، وكان يقرأ بهما في صلاة العيد ([1])، وكان يقرأ بها في شفع الوتر، مع ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [الكافرون: 1]، و«سورة الإخلاص» ([2])؛ وذلك لعِظم هذه السور وللتذكير بها.
وهذه السورة مكية، نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مكة، وهو قول الأكثر. وبعضهم يرى أنها مدنية.
قال عز وجل: ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾، هذا أَمْر من الله سبحانه وتعالى بالتسبيح. و«التسبيح» هو: التنزيه، أي: نَزِّه جميع أسماء ربك سبحانه وتعالى. فالله جل جلاله له أسماء كثيرة، لا يعلمها إلاَّ هو، وكلها تدل على الكمال والعظمة، ومِن تنزيهها صيانتها عن التعطيل والتمثيل.
الصفحة 1 / 524