الدرس السادس والسبعون
قَال
تعالى: ﴿إِنَّآ
أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ رَسُولٗا شَٰهِدًا عَلَيۡكُمۡ كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ
فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا ١٥ فَعَصَىٰ
فِرۡعَوۡنُ ٱلرَّسُولَ فَأَخَذۡنَٰهُ أَخۡذٗا وَبِيلٗا ١٦ فَكَيۡفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرۡتُمۡ يَوۡمٗا يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ
شِيبًا ١٧ ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا ١٨ إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ
فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلًا ١٩ ﴿۞إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ
ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ
يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ
فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم
مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ
وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ
مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ
قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ
ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ
ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ﴾ [المزمل: 15- 20].
الشرح
وَجَّه
الله سبحانه وتعالى الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أول السورة، وأَمَره
بالدعوة إلى الله، وأَمَره بقيام الليل؛ لأن الذي يدعو إلى الله سبحانه وتعالى
فإنه لابد أن يعمل بما يقول وبما يدعو الناس إليه، ولأجل أن يستعين بعبادة الله
وطاعته على أداء مهمته.
ثم
وَجَّه سبحانه وتعالى الخطاب إلى أمة هذا الرسول، وهم جميع الخلق: من عرب وعجم،
ومن كتابيين وأُميين، وإنس وجن، فكل الأمة مأمورة باتباع هذا الرسول صلى الله عليه
وسلم؛ وذلك لأن رسالته عامة للثَّقَلين: الإنس والجن، فخاطب الله سبحانه وتعالى
الأمة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ رَسُولٗا شَٰهِدًا عَلَيۡكُمۡ﴾،
يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم. الذي ناداه في أول السورة بالمزمل، فالرسول صلى
الله عليه وسلم يشهد على هذه الأمة بأعمالها يوم القيامة؛ لئلا يقولوا:
الصفحة 1 / 524