ما
جاءنا من بشير ولا نذير. فهو صلى الله عليه وسلم يشهد عليهم إذا جحدوا وقالوا: ما
جاءنا بشير ولا نذير. فيشهد عليهم هذا الرسول بأن الله سبحانه وتعالى أرسله إليهم
وأنه بَلَّغهم، فليس لهم عذر؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَكَيۡفَ إِذَا جِئۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۢ بِشَهِيدٖ وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ شَهِيدٗا﴾ [النساء: 41]. على هذه
الأمة.
وكل
رسول يشهد على أمته أنه قد بَلَّغها، وهذا الرسول يشهد على أمته أنه قد بَلَّغها،
فقد بَلَغتهم الدعوة وقامت الحُجة عليهم بالرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن.
﴿كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا﴾، فأرسل الله إلى فرعون - موسى عليه السلام، ابن عمران،
كليم الله سبحانه وتعالى، ولم يتركه على جبروته وكفره؛ لئلا يقول يوم القيامة: أنا
ما بَلَغني شيء!!
﴿فَعَصَىٰ فِرۡعَوۡنُ ٱلرَّسُولَ﴾:
عصى فرعون موسى عليه السلام؛ كما ذَكَر الله عز وجل في القرآن من إنكار فرعون لرسالة
موسى عليه السلام، واتهامه إياه بالسحر... وغير ذلك.
فاحذروا
أنتم أن تعصُوا رسولكم كما عصى فرعون رسول ربه.
﴿فَأَخَذۡنَٰهُ﴾ بالعقوبة.
﴿أَخۡذٗا وَبِيلٗا﴾ أي: شديدًا، وذلك بإغراقه وقومه في
البحر عن آخرهم.
لماذا
ذَكَر الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام في هذه الآية، مع أن هناك رسلاً غير
موسى عليه السلام ؟
الجواب: لأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم تشبه رسالة موسى عليه السلام، وما قيل لموسى عليه السلام قيل مثله لمحمد صلى الله عليه وسلم، فموسى عليه السلام هو أول أنبياء بني