الدرس الرابع والستون
قَال
تعالى: ﴿يَوۡمَ
يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ ٤٢ خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ
يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ ٤٣ فَذَرۡنِي
وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِۖ سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا
يَعۡلَمُونَ ٤٤ وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ ٤٥ أَمۡ تَسَۡٔلُهُمۡ أَجۡرٗا فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ ٤٦ أَمۡ عِندَهُمُ ٱلۡغَيۡبُ
فَهُمۡ يَكۡتُبُونَ ٤٧ فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلۡحُوتِ إِذۡ
نَادَىٰ وَهُوَ مَكۡظُومٞ ٤٨ لَّوۡلَآ
أَن تَدَٰرَكَهُۥ نِعۡمَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ لَنُبِذَ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ
مَذۡمُومٞ ٤٩ فَٱجۡتَبَٰهُ رَبُّهُۥ فَجَعَلَهُۥ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ٥٠ وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ لَيُزۡلِقُونَكَ بِأَبۡصَٰرِهِمۡ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكۡرَ
وَيَقُولُونَ إِنَّهُۥ لَمَجۡنُونٞ ٥١ وَمَا
هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [القلم:
42- 52]
الشرح
قوله
سبحانه وتعالى: ﴿يَوۡمَ
يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ﴾: ﴿يَوۡمَ﴾: هذا وقت وظرف لقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ عِندَ
رَبِّهِمۡ جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ﴾ [القلم: 34] ([1]).
فيكون
للمتقين عند ربهم جنات النعيم في هذا اليوم، يوم القيامة، ﴿يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ﴾، وهو يوم
القيامة؛ لشدة هوله وما يَحدث فيه من الفزع، وما يكون فيه من الكربات والشدائد.
وتقول
العرب: «كَشَفَتِ الحرب عن ساقها»، إذا اشتدت وحَمِي وَطِيسها، وذلك لأن من عادة
الإنسان إذا وقع في أمر خطير يريد التخلص منه، فإنه يشمر عن ساقه.
فليست هذه الآية من آيات الصفات كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأن الله لم يُضِف الساق إليه.
الصفحة 1 / 524