×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

الدرس الثامن عشر بعد المائة

قال تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ ١ أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ ٢ وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ ٣ تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ ٤ فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۢ [الفيل: 1- 5].

الشرح

قال عز وجل: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ ١ أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ ٢ وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ ٣ تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ ٤ فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۢ [الفيل: 1- 5].

قصة الفيل قصة معلومة مشهورة، وذلك أن أبرهة مَلِك الحبشة - وكان مَلِكًا جبارًا نصرانيًّا، وكان يَحكم اليمن مِن قِبل الحبشة بعدما قَتَل الحِمْيريين «ملوك حِمْيَر» الذين كانوا يملكون بلاد اليمن - قد بنى بصنعاء كنيسة يضاهي بها البيت العتيق، وسماها: «القَلِيس» لارتفاعها؛ لأن الناظر إليها تكاد تسقط قَلَنْسُوته عن رأسه من ارتفاع بنائها، وأراد أن يَصرف إليها الناس عن البيت الذي هو شرف العرب وعزهم - إلى تلك الكنيسة.

ولما رأى أبرهة أن الناس لا يُقْبِلون على هذه الكنيسة ولا يلتفتون إليها، وأنهم لا يزالون يذهبون إلى الكعبة المشرفة، بيت الله العتيق؛ أراد أبرهة أن يهدم الكعبة المشرفة حتى لا يكون هناك إلاَّ تلك الكنيسة!

فجَمَع جيشًا عظيمًا لهدم الكعبة المشرفة، ومعه أفيال، وجاء قاصدًا مكة المكرمة، فما مر بحي من أحياء العرب إلاَّ وقد حَطَّمه، فلا يقف في وجهه أحد؛ لقوته وجبروته وبطشه!!


الشرح