الدرس الرابع عشر بعد المائة
قال تعالى: ﴿ٱلۡقَارِعَةُ ١ مَا ٱلۡقَارِعَةُ ٢ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ ٣ يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ ٤ وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ ٥ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٦ فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٧ وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٨ فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ ٩ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا هِيَهۡ ١٠ نَارٌ حَامِيَةُۢ﴾ [القارعة: 1- 11].
الشرح
قال جل جلاله: ﴿ٱلۡقَارِعَةُ﴾ هي: القيامة. وسُميت بذلك لأنها تَقْرَع الأسماع بهولها وإزعاجها.
نَبَّه الله سبحانه وتعالى إلى ذلك ليستعد العباد لهذا اليوم ولقائه؛ لأنه لا ينجي من أهواله إلاَّ الأعمال الصالحة.
فالمؤمنون لا يَفزعون في هذا اليوم، قال عز وجل: ﴿لَا يَحۡزُنُهُمُ ٱلۡفَزَعُ ٱلۡأَكۡبَرُ وَتَتَلَقَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ هَٰذَا يَوۡمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ﴾ [الأنبياء: 103].
بينما شدة الهول، والإزعاج إنما تكون على الكافرين فقط؛ لأنهم لم يستعدوا لهذا اليوم، وليس معهم زاد من الأعمال الصالحة يُؤَمِّنهم من الخوف؛ ولذلك يهولهم ويفزعون.
وقد كَرَّر الله سبحانه وتعالى ذكر هذا اليوم، فقال عز وجل: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ﴾، أي: أي شيء تعلمه عن القارعة وعن أهوالها؟
والخطاب هنا لجنس الإنسان؛ لأننا في غفلة عن ذلك اليوم، ولا يأتي لنا على بال ولا ذِكر، كأننا آمنون منه! فالله سبحانه وتعالى يُذكرنا به من
الصفحة 1 / 524