×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

أجل أن ننتبه ونستيقظ من رقدتنا ما دمنا في زمن الإمكان، قبل أن يفاجئنا بغتة، ثم لا مفر لنا منه.

ولما عَظَّم الله سبحانه وتعالى من شأن هذا اليوم وفَخَّمه، ونَبَّه العقول إليه؛ بَيَّنه بقوله عز وجل: ﴿يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ.

يُحْشَر الناس في هذا اليوم، الأولون والآخِرون، ولا يغيب منهم أحد، ويقومون من قبورهم، ويُحْشَرون في صعيد واحد، ويتجهون إلى المحشر، كما قال عز وجل: ﴿خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ[القمر: 7]، «الأجداث» هي القبور. ويكونون كالجراد حال انتشاره على وجه الأرض يغطيها بكثرته. فالناس يوم القيامة يكونون مثل الجراد، يُغطون وجه الأرض من كثرتهم، ويَهونون ويُذَلون حتى يكونوا كالفراش. و«الفراش» هو: الخَشَاش، ﴿ٱلۡمَبۡثُوثِ، أي: المنتشر؛ كما في قوله عز وجل: ﴿خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ[القمر: 7].

قال عز وجل: ﴿وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ، تلك الصُّم الصِّلاب الراسيات الشاهقات، على عِظمها وضخامتها وقسوتها، لا تدركها الأسلحة ولا المُعِدات الثقيلة إلاَّ بجهد وكُلْفة؛ وذلك من قسوتها وشدتها، ولكن في يوم القيامة تذوب وتصبر هباءً، ﴿كَٱلۡعِهۡنِ، و«العهن» هو: الصوف، ﴿ٱلۡمَنفُوشِ..

فالجبل القاسي الصُّلب الصعب يكون لينًا ضعيفًا مثل الصوف المنفوش. والصوف لا سيما إذا كان منفوشًا فإنه يكون لينًا. كذلك الجبال الصُّلبة تكون لينة في يوم القيامة من شدة الهول.

فإذا كان هذا حال الجبال، فما بالك بالإنسان الضعيف؟!


الشرح