إسرائيل، ووقته قريب من وقت محمد - عليهما
الصلاة والسلام -.
ولهذا
قال سبحانه وتعالى: ﴿فَكَيۡفَ
تَتَّقُونَ إِن كَفَرۡتُمۡ يَوۡمٗا﴾: كيف تتقون - يا أمة محمد صلى الله
عليه وسلم - إن كفرتم برسولكم عذابَ يوم القيامة شديد الهول؟!
فهَوْله
﴿يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ
شِيبًا﴾: يَجعل الصغار تشيب رءوسهم من شدة هذا الهول.
﴿ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا﴾
ومن شدة هوله تتفطر فيه السماء ﴿ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ﴾.
﴿كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا﴾ فلا بد من
وقوع هذا اليوم الذي لا مفر منه، ولا يُفلت منه أحد.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ
هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ﴾، هذه الآيات أو القرآن موعظة وتنبيه للناس.
يُذكِّر
الله سبحانه وتعالى بها عباده؛ ليستعدوا لما أمامهم، وليتبعوا رسولهم صلى الله
عليه وسلم، الذي لا نجاة لهم من هذا اليوم إلاَّ باتباعه صلى الله عليه وسلم.
﴿فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلًا﴾
أي: فمَن شاء منكم النجاة لنفسه، فليستعد لهذا اليوم.
وفي
هذا: رَدٌّ على الجبرية الذين يقولون: إن العبد لا اختيار
له، وإنه مجبر على أعماله؛ كالريشة في الهواء، ولا اختيار للعباد.
فالعباد
لهم مشيئة واختيار ﴿وَمَا
تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ﴾
[الإنسان: 30].
فالله سبحانه وتعالى أثبت للعباد المشيئة، ولكنه ربطها بمشيئته سبحانه وتعالى، فليست مشيئتهم واختياراتهم منفردة عن مشيئة الله؛ كما تقوله المعتزلة، فالمعتزلة تقول: إن الإنسان يخلق فعل نفسه، دون أن يُقَدِّر الله سبحانه وتعالى عليه ذلك، وإنما هو يفعل هذا مستقلًّا.