عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ
تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلاَّ وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ
الْجَنَّةَ»، «إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ» ([1]).
وقال
الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلِلَّهِ
ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ
فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180].
وقال
عز وجل: ﴿ٱللَّهُ
لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ﴾ [طه: 8].
فأسماء
الله سبحانه وتعالى كلها حسنى، بمعنى أنها تتضمن معاني جليلة، وليست مجرد أسماء
بدون معانٍ، فكل اسم منها يدل على صفة من صفات الله: فـ «السميع»: يدل على السمع،
و«البصير»: يدل على البصر، و«العليم»: يدل على العلم، و«الحكيم»: يدل على الحكمة،
و«الغفور»: يدل على المغفرة... وهكذا، كل اسم يتضمن صفة من صفات الله سبحانه
وتعالى.
وقيل:
﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ﴾، أي: سَبِّح ربك ونَزِّهه، فيراد بالاسم المُسَمَّى ([2]).
ولا
تَنافي بين القولين؛ لأن مَن سَبَّح الله سبحانه وتعالى فقد سَبَّح أسماءه وصفاته.
ومَن سَبَّح الأسماء فقد سَبَّح الله وسَبَّح المُسَمَّى.
﴿ٱلۡأَعۡلَى﴾، صفة للرب. وجائز أن تكون صفة للاسم. فهي إما صفة لـ ﴿رَبِّكَ﴾، وإما صفة لـ ﴿ٱسۡمَ رَبِّكَ﴾، ولا تَنافي بين الوجهين؛ لأن العلو لله سبحانه وتعالى بمعانيه كلها، من علو الذات فوق مخلوقاته، وعلو القدر، وعلو القهر. كلها ثابتة لله سبحانه وتعالى ولأسمائه وصفاته، والعلو صفة ذاتية، والاستواء على العرش صفة فعلية.
([1])أخرجه: البخاري رقم (6410)، مسلم رقم (2677).