﴿وَزَيۡتُونٗا﴾
يُعْصَر ويَخرج منه دهن الزيتون يُؤتدم به في الطعام، ويُستصبح به في السُّرُج، ﴿وَنَخۡلٗا﴾ يَخرج منه التمر.
﴿وَحَدَآئِقَ﴾،
وهي: البساتين والجنات التي بها الأشجار المختلفة، ﴿غُلۡبٗا﴾، القوية
الصُّلبة كالنخل.
﴿وَفَٰكِهَةٗ﴾
والفاكهة زيادة على الطعام، فالطعام لأجل الغذاء، والفاكهة للذة والتفكه، ﴿وَأَبّٗا﴾، وهو: ما تأكله الدواب.
ثم
بَيَّن الله سبحانه وتعالى الحكمة من تنويع هذه المنتجات، فقال: ﴿مَّتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ﴾، أي: أنبتنا لكم هذه الحبوب، وهذه الثمار، وهذه
الفواكه؛ متاعًا لكم أيها البشر، وأنبتنا هذا الأَبَّ والعلف من الأعلاف المختلفة،
والأعشاب، وأنواع ما يخرجه الله للدواب ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا﴾ [هود: 6].
فهذا
من آيات الله، ومن نعمه التي تستوجب من العبد أن يشكر الله سبحانه وتعالى عليها،
ويتذكرها ويتأمل فيها، وليستدل بها على عظمة الله وقدرته ورحمته بمخلوقاته، فيذل
لربه جل جلاله ويعبده، ويخلص العبادة له؛ لأن هذه الأمور لا يَقدر عليها ولا
يوجدها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، فلا توجدها الأصنام ولا القبور ولا الأضرحة، ولا
الأولياء والصالحون، لا يوجدها إلاَّ الله سبحانه وتعالى !! إذًا: فهو المستحق
للعبادة وللشكر سبحانه وتعالى دون سواه.
ثم
بَيَّن سبحانه وتعالى أن هذا المتاع مؤقت، فقال سبحانه: ﴿فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ﴾،
أي: الساعة. سُميت ﴿ٱلصَّآخَّةُ﴾ لشدة صوتها؛ لأنها تَصُخّ الأسماع لقوة صوتها.
ثم بَيَّن ما يحصل عندها، فقال: ﴿يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ ٣٤ وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ٣٥ وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ٣٦ لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ﴾، فهذا الذي يَحدث عند مجيء الصاخة: يشتد الهول والخطر، وكُلٌّ لا يَسأل إلاَّ عن نفسه،