قال
عز وجل: ﴿ءَامِنُواْ
بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِينَ فِيهِۖ
فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وأَنفَقُواْ لَهُمۡ أَجۡرٞ كَبِيرٞ﴾ [الحديد: 7].
وقال
عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ
يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ
ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [البقرة: 254].
وفي
القرآن آيات كثيرة، يأمر الله سبحانه وتعالى فيها بالإنفاق.
وأما
الذي ليس له هَمّ إلاَّ جَمْع المال وزيادته في الأرصدة، ولا ينتفع منه أحد - فهذا
مُتوعَّد بالويل.
قال
عز وجل: ﴿يَحۡسَبُ
أَنَّ مَالَهُۥٓ أَخۡلَدَهُۥ﴾،
أي: يَظن أن هذا المال سيُخلِّده في الدنيا.
لن
ينفعك المال إلاَّ إذا استعملته في طاعة الله سبحانه وتعالى، فحينها يصير لك نفعًا
في الدنيا وأجرًا في الآخرة، فهذا هو المال النافع؛ كما صح عن النبي صلى الله عليه
وسلم قوله: «نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحِ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ» ([1]).
وليس
هذا ذمًّا لمجرد جمع المال من وجوهه الصحيحة، ولكن المراد الجَمْع الذي لا يكون
معه إنفاق على الوجه الصحيح، فهذا هو الجمع المذموم، قال عز وجل: ﴿وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ﴾ [المعارج: 18]، جَمَع المال فأوعاه، أي: أوكاه، ومَنَع
حق الله سبحانه وتعالى فيه من النفقات ومن إخراج الزكاة؛ لهذا جاء في الحديث: «لاَ
تُوعِي فَيُوعِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ» ([2]).
وقال الحسن البصري رحمه الله: «يَا بْن آَدَمَ، سَمِعْتَ وَعِيدَ اللهِ ثُمَّ أَوْعَيْتَ الدُّنْيَا» ([3]).
([1])أخرجه: البخاري في «الأدب المفرد» رقم (299)، وابن حِبَّان رقم (3210)، والبيهقي في «الشعب» رقم (1190).