×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

والإنسان منهي - أيضًا - عن تبذير المال وإضاعته، فعليه أن يحفظ ماله، لكن ينبغي ألاَّ يقتصر على جمعه فقط.

﴿كَلَّاۖ لَيُنۢبَذَنَّ، اللام واقعة في جواب القسم، أي: والله لَيُنبذَنَّ، أي: لَيُطرحَنَّ، ﴿فِي ٱلۡحُطَمَةِ، وهي: النار، فلم ينفعه ماله، والحطمة من أسماء النار.

ثم فَسَّر الله سبحانه وتعالى الحُطَمة، فقال عز وجل: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡحُطَمَةُ، تفخيم لشأنها وتهويل من أمرها!!

﴿نَارُ ٱللَّهِ، هذه هي الحطمة، ﴿نَارُ ٱللَّهِ ٱلۡمُوقَدَةُ، وقد أضافها الله سبحانه وتعالى إلى نفسه، فهي ليست مثل نار فلان أو نار الدنيا، تنطفئ وتزول، بل هي نار الله سبحانه وتعالى، فالله هو الذي خلقها، وهو الذي يُمِدها، وتوقدها الملائكة بأمر الله سبحانه وتعالى.

فلها صفتان:

الصفة الأولى: ﴿نَارُ ٱللَّهِ ٱلۡمُوقَدَةُ، فنار الله سبحانه وتعالى لا يستطيع أحد أن يطفئها! فلو أنك أَتيت بكل وسائل الإطفاء ما انطفأت؛ لأنها نار الله سبحانه وتعالى. أما إن كانت نارًا لفلان أو لفلان، لكان من الممكن إطفاؤها بسُهولة.

الصفة الثانية: في قوله عز وجل: ﴿ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلۡأَفۡ‍ِٔدَةِ، أي: يصل حَرها إلى القلوب، فهي لا تصل إلى الجلد فقط مثل نار الدنيا، بل هذه النار يجد المعذب فيها حرها في قلبه، فيحترق قلبه لكنه لا يموت، قال عز وجل: ﴿ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ [الأعلى: 13].

فأقوى شخص في الدنيا لو احترق بنار الدنيا، فإنه سيموت فورًا، وهي جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم! وأما نار الآخرة فلا موت


الشرح