﴿عَامِلَةٞ﴾،
عاملة لكنها على غير هدى. وقيل: ﴿عَامِلَةٞ﴾، أي: أنها
في العذاب في عمل شاق، أو أنها تعمل أعمالاً لا تنفعها إذا عاينت العذاب، فلا ينفع
الإنسان التوبة ولا العمل حينئذٍ؛ لأنه قد فات الأوان.
﴿نَّاصِبَةٞ﴾،
تتعب من التعذيب، أو من العمل الذي لا يفيدها. من النَّصَب، وهو التعب، قال عز وجل
عن أهل الجنة: ﴿لَا
يَمَسُّهُمۡ فِيهَا نَصَبٞ وَمَا هُم مِّنۡهَا بِمُخۡرَجِينَ﴾ [الحجر: 48]، فأهل الجنة لا يمسهم فيها نصب. بخلاف أهل
النار، فإنهم دائمًا في نَصَب وتعب وعذاب.
﴿تَصۡلَىٰ﴾، تصلى من
الصَّلْي، وهو الشَّوْي في الحميم - والعياذ بالله -. و﴿نَارًا حَامِيَةٗ﴾،
أي: تصلاها نار حامية، ويكفي أنها نار، فإذا وُصفت بأنها حامية فهذا أشد في
الوعيد.
﴿تُسۡقَىٰ مِنۡ عَيۡنٍ ءَانِيَةٖ﴾، أي: حارة شديد الحرارة؛ لأنهم ليس لهم شراب إلاَّ هذا،
فيُجبرون على أن يشربوا هذا الحميم لِما يصيبهم من حرارة الظمأ.
أما
طعامهم، فهو كما قال سبحانه وتعالى: ﴿لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ﴾،
الضريع: نوع من الشجر لا ينفع.
﴿لَّا يُسۡمِنُ وَلَا يُغۡنِي مِن جُوعٖ﴾،
ليس فيه نفع فيسمن الأجسام، ولا يغني من جوع. أي: لا يدفع الضرر ولا يجلب النفع،
فيأكلونه وكأنهم لا يأكلون، لكن يأكلونه للحاجة لأنه ليس عندهم غيره!! فهذا طعامهم
وشرابهم، وهذا عذابهم.
ثم ذَكَر الله سبحانه وتعالى السعداء، فقال عز وجل: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاعِمَةٞ﴾، وهي وجوه المتقين المؤمنين، تكون ناعمة من النعيم، فليست كالحة