أرواحهم وقلوبهم، وهي مِفتاح الفرج ومَجْلَبَة
الرزق والخير.
﴿وَٱلَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ﴾
وهو: الزكاة؛ لأن الزكاة قرينة الصلاة، والصلاة عبادة بدنية، والزكاة عبادة مالية.
فهم كما يؤدون حق الله سبحانه وتعالى، فإنهم يؤدون حق المخلوقين في أموالهم.
﴿مَّعۡلُومٞ﴾ أي: معلوم
المقدار حسبما ورد به الشرع: العُشْر ونصف العُشْر في الحبوب والثمار، ورُبع
العُشْر في النقدين.
﴿لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ﴾:
«السائل»: الذي يتعرض للناس ويطلب منهم، فله حق. و«المحروم»: الذي لا يسأل الناس،
هو فقير ومحتاج، ولا يُفطن إليه ليُتَصَدق عليه، فهذا ينبغي الحرص على إمداده
بالزكاة والصدقة فهو أحق من غيره.
ولهذا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ
الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ، فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ،
وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ» قَالُوا، فَمَا الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ
اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لاَ يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ،
فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ، وَلاَ يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا» ([1]).
هذا هو المحروم.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾: ﴿يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾
أي: يؤمنون بيوم الدين. و﴿ٱلدِّينِ﴾: هو
الجزاء والحساب، وهو يوم القيامة. فيؤمنون بأنه كائن لا محالة، فيستعدون له.
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ﴾ أي: خائفون، لا يأمنون من العذاب، ولا يُزَكُّون أنفسهم، بل يخافون من عذاب ربهم سبحانه وتعالى، فيتجنبون ما يسبب لهم العذاب من الأعمال والأقوال والنيات والمقاصد السيئة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1476)، ومسلم رقم (1039) واللفظ له.