فهم مع أعمالهم الجليلة، يخافون من عذاب الله
سبحانه وتعالى، ولا يقولون: نحن تصدقنا، وصلينا!! ويتكلون على ذلك.
فالمسلم
يخاف ولو عمل الأعمال الصالحة، فإنه يخاف ألاَّ تُقبل، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ
ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 27].
فهم
مع طاعتهم وأعمالهم الصالحة والجليلة - يخافون من عذاب الله عز وجل، وأن تُرَد
عليهم أعمالهم.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ
عَذَابَ رَبِّهِمۡ غَيۡرُ مَأۡمُونٖ﴾: غير
مأمون الوقوع، فهو متوقع.
فالذي
يأمن من عذاب الله، ويأمن من مكر الله عز وجل، ويتمادى في غيه - هذا خاسر، ويعتمد
على التمني فقط وعلى الرحمة فقط، ولا يخاف من العذاب والعقاب! هذا خاسر، قال
سبحانه وتعالى: ﴿أَفَأَمِنُواْ
مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾
[الأعراف: 99].
كما
أنه لا يجوز للإنسان أن ييأس ويخاف خوفًا شديدًا، وييأس ويقنط من رحمة الله سبحانه
وتعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ﴾
[الحجر: 56]، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُۥ لَا يَاْيَۡٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ
ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [يوسف: 87].
فيكون
الإنسان بين الخوف والرجاء، لا يُغلِّب جانب الخوف فيقنط من رحمة الله سبحانه
وتعالى، فهذه هي طريقة الخوارج. ولا يُغلِّب جانب الرجاء، فيأمن من عذاب الله عز
وجل، فهذه طريقة المرجئة. بل عليه أن يكون بين الخوف والرجاء.
ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ﴾: ﴿لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ﴾ من الزنا، من التعري والتفسخ والانحلال؛ لأن ذلك وسيلة إلى الزنا.