×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وقيل: ﴿ٱلصَّمَدُ هو: السيد الذي قد كمل في سؤدده.

وقيل: ﴿ٱلصَّمَدُ هو: الشريف الذي قد كمل في شرفه.

وقيل: ﴿ٱلصَّمَدُ هو: الغني بذاته سبحانه وتعالى ([1]).

ولا تَنافي بين هذه الأقوال؛ لأنها كلها تفاسير صحيحة للصمد، فـ ﴿ٱلصَّمَدُ يَجمع هذه المعاني وأكثر منها.

قال عز وجل: ﴿لَمۡ يَلِدۡ، أي: ليس له ولد سبحانه وتعالى؛ لأنه غني عن الولد، قال الله عز وجل: ﴿قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ هُوَ ٱلۡغَنِيُّۖ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنۡ عِندَكُم مِّن سُلۡطَٰنِۢ بِهَٰذَآۚ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ [يونس: 68].

فهو سبحانه وتعالى ليس بحاجة إلى الولد، ولأن الولد جزء من الوالد وبعض منه، قال عز وجل: ﴿وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَكَفُورٞ مُّبِينٌ [الزخرف: 15]، أي: ولدًا. والله جل جلاله ليس له جزء من خلقه.

وأيضًا: الولد يشارك الوالد ويشبهه، والله سبحانه وتعالى لا شبيه له.

فمِن جميع المعاني فإن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى الولد!!

وفي هذا رَدٌّ على اليهود الذين يقولون: «إن عُزَيْزًا هو ابن الله»، ورَدٌّ على النصارى الذين يقولون: «إن المسيح عيسى عليه السلام هو ابن الله»، ورَدٌّ على المشركين الذين يقولون: «إن الملائكة بنات الله».

﴿وَلَمۡ يُولَدۡ، ليس له والد سبحانه وتعالى؛ لأنه هو الأول فليس قبله شيء، أول بلا بداية وآخِر بلا نهاية.


الشرح

 ([1])انظر: تفسير الطبري (24/ 691)، وتفسير ابن كثير (8/ 497)، وتفسير القرطبي (20/ 245).