وقيل:
﴿ٱلصَّمَدُ﴾ هو: السيد الذي قد كمل في سؤدده.
وقيل:
﴿ٱلصَّمَدُ﴾ هو: الشريف الذي قد كمل في شرفه.
وقيل:
﴿ٱلصَّمَدُ﴾ هو: الغني بذاته سبحانه وتعالى ([1]).
ولا
تَنافي بين هذه الأقوال؛ لأنها كلها تفاسير صحيحة للصمد، فـ ﴿ٱلصَّمَدُ﴾ يَجمع هذه المعاني وأكثر منها.
قال
عز وجل: ﴿لَمۡ
يَلِدۡ﴾، أي: ليس له ولد سبحانه
وتعالى؛ لأنه غني عن الولد، قال الله عز وجل: ﴿قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ هُوَ ٱلۡغَنِيُّۖ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا
فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنۡ عِندَكُم مِّن سُلۡطَٰنِۢ بِهَٰذَآۚ أَتَقُولُونَ عَلَى
ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾
[يونس: 68].
فهو
سبحانه وتعالى ليس بحاجة إلى الولد، ولأن الولد جزء من الوالد وبعض منه، قال عز
وجل: ﴿وَجَعَلُواْ لَهُۥ
مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَكَفُورٞ مُّبِينٌ﴾ [الزخرف: 15]، أي: ولدًا. والله جل جلاله ليس له جزء من
خلقه.
وأيضًا:
الولد يشارك الوالد ويشبهه، والله سبحانه وتعالى لا شبيه له.
فمِن
جميع المعاني فإن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى الولد!!
وفي
هذا رَدٌّ على اليهود الذين يقولون: «إن عُزَيْزًا هو ابن الله»، ورَدٌّ على
النصارى الذين يقولون: «إن المسيح عيسى عليه السلام هو ابن الله»، ورَدٌّ على
المشركين الذين يقولون: «إن الملائكة بنات الله».
﴿وَلَمۡ يُولَدۡ﴾، ليس له والد سبحانه وتعالى؛ لأنه هو الأول فليس قبله شيء، أول بلا بداية وآخِر بلا نهاية.
([1])انظر: تفسير الطبري (24/ 691)، وتفسير ابن كثير (8/ 497)، وتفسير القرطبي (20/ 245).