قال
عز وجل: ﴿مَن
كَانَ عَدُوّٗا لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ
فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ﴾
[البقرة: 98]، فجبريل وميكال عليهما السلام داخلان في الملائكة، لكن عَطَفهما
لأنهما أفضل الملائكة، وذلك لأن جبريل عليه السلام جاء بالوحي الذي فيه حياة
القلوب، وميكال عليه السلام موكل بالقطر والمطر الذي هو حياة الأرض بعد موتها،
فعَطَفهما الله سبحانه وتعالى على الملائكة لفضلهما ومكانتهما وميزتهما على
الملائكة.
عن
أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ
وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ» ([1]).
فالإيمان
ليس شيئًا واحدًا، هو التصديق فقط - كما يقولون!!
بل
إن الإيمان كما جاء في الحديث الصحيح: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ، - أَوْ
سَبْعُونَ - شُعْبَةً، فَأَرْفَعُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا
إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ»
([2]).
فهذا
الحديث بَيَّن أن الإيمان قول وعَمَل واعتقاد:
«قول»
كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «أَعْلاَهَا: قَوْلُ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ».
و
«عَمَل» كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى
عَنِ الطَّرِيقِ».
و
«اعتقاد بالقلب»؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ
الإِْيمَانِ».
وكما في قوله عز وجل: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ﴾ [الحجرات: 15].
([1])أخرجه: مسلم رقم (35).